ضعف التركيز والانتباه داخل الحصة: كيف نفهمه ونتعامل معه؟

هل لاحظت يوماً طالباً يجلس في الصف، لكنه يبدو وكأنه يعيش في عالم آخر؟

👀 تكرار الشرود الذهني أو فقدان الانتباه داخل الحصة مشكلة شائعة،تؤثر على التحصيل الدراسي، وتنعكس على ثقة الطالب بنفسه وعلاقاته مع الآخرين.

✨ لماذا يفقد الطالب تركيزه؟

الأسباب متعددة ومتداخلة، منها:

· نفسية وانفعالية: القلق، الضغوط الأسرية أو الاجتماعية، الملل من أسلوب التدريس غير الجاذب، أو عدم وجود حافز داخلي للتعلم (الزغول، 2010).

· صحية وإدراكية: قلة النوم، سوء التغذية، أو وجود صعوبات تعلم غير مشخصة مثل عسر القراءة أو اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (ADHD) . كما يمكن أن تساهم مشاكل السمع أو البصر غير المصححة بشكل كبير.

· بيئية ومدرسية: الفصل الدراسي المزدحم، الضوضاء، درجة الحرارة، الإضاءة غير المناسبة، أو غياب الأنشطة التفاعلية والتشاركية (العتيبي، 2018).

⚡ ماذا يترتب على ضعف الانتباه؟

· تدني مستوى التحصيل الأكاديمي وتراكم الفجوات المعرفية.

· ظهور سلوكيات معيقة داخل الحصة مثل كثرة الحركة، التحدث مع الزملاء، أو الانشغال بأغراض شخصية.

· شعور متزايد بالإحباط وانخفاض الدافعية والثقة بالنفس، مما قد يؤدي إلى تكوين صورة سلبية عن المدرسة والتعلم بشكل عام .

🧑‍🏫 دور المرشد التربوي في المواجهة

يلعب المرشد التربوي (أو النفسي) دورًا محوريًا في مساعدة الطالب على استعادة توازنه عبر:

1. التشخيص الدقيق: مراقبة سلوك الطالب بشكل منهجي، وإجراء مقابلات فردية معه، والتشاور مع المعلمين والأهل لجمع المعلومات من مختلف المصادر (شحاتة، 2009).

2. تنمية المهارات: تدريب الطالب على استراتيجيات تنظيمية وتعلمية فعالة مثل تقسيم المهام إلى أجزاء صغيرة، استخدام الجداول الزمنية والخرائط الذهنية، وتحسين مهارات تدوين الملاحظات (الحربي، 2016).

3. التعاون مع محيط الطالب: عقد جلسات توعوية مع المعلمين لتبني أساليب تدريسية أكثر جذبًا للانتباه، وتوجيه الأهل حول كيفية توفير بيئة منزلية داعمة.

4. المتابعة والتقييم: وضع خطة علاجية فردية ذات أهداف واضحة وقابلة للقياس، ومتابعة تقدم الطالب بشكل منتظم.

🌱 خلاصة

ضعف الانتباه ليس مشكلة بلا حل، بل هو جرس إنذار وإشارة على حاجة الطالب للدعم. بالتعاون بين المعلم والأسرة والمرشد، وتبني استراتيجيات تعليمية وإرشادية مبتكرة، يمكن لكل طالب أن يطور قدرته على التركيز ويستعيد ثقته بنفسه وشغفه بالتعلم.