كثيرٌ من الناس، حين يرون شاباً ناجحاً، أو مشروعاً متقناً، أو إنجازاً لافتاً،
يسارعون إلى إطلاق الحكم المريح نفسيّاً:
"بالتأكيد لديه واسطة!"
"لابد أن وراءه من يسانده!"
"نجاحه ليس من تعبه!"
وهذا – في الغالب – نوعٌ من الدفاع النفسي،
نبرر به تقاعسنا، ونخفّف به من الشعور بالعجز والتقصير.
فنحن – حين نُرجع نجاح الآخرين إلى عوامل خارجة –
نُعفي أنفسنا من مسؤولية أن ننهض، ونتعب، ونسعى.
إنني أقول – عن تجربة وتفكّر –
إن النجاح لا يأتي مصادفة، ولا يُهدى إلى الكسالى،
وإنما هو ثمرة اجتهاد متواصل، واستعداد حقيقي، وتعلّم دائم.
لقد صار من السهل جداً أن نقول:
"الدنيا لا تمشي إلا بالواسطة!"
لكنّ الأصعب، والأصدق، أن نسأل أنفسنا:
"ما الذي فعله هذا الناجح ولم أفعله أنا؟"
"وما المهارات التي أتقنها ولم أتقنها أنا؟"
إننا نعيش في عصرٍ تكثر فيه الفرص، وتقلّ فيه الأعذار.
عصرٌ لا يُنتظر فيه النجاح، بل يُصنع…
ولا تُطلب فيه الوظيفة فحسب، بل يُبنى فيه المسار المهني خطوةً بخطوة.
وقد قلتُ غير مرّة:
"ليس عيباً ألا تُتاح لك الفرص، ولكن العيب ألا تكون مستعداً لها إن جاءت."
النجاح يبدأ من الداخل، فلا تجعل من اتهام الناجحين مهرباً من تقصيرك، بل اجعل من تفوّقهم باعثاً على همّتك، ومحفّزاً لاجتهادك.
وختاماً:
حين ترى ناجحاً، قل:
"بارك الله له، وسأجتهد كما اجتهد."
فربما كانت قصته أعظم من حُكمك،
وعرقه أكثر من ظنّك،
وأمله أوسع من تفسيرك الضيّق!
د.عبدالكريم بكــــــــار