الجرافين المعجزة ووعوده لمستقبل التكنولوجيا!2

الجرافين... ليس مثلَه مادةٌ أخرى

 بعبارات بسيطة، الجرافين هو طبقة رقيقة من الكربون النقي، طبقة ثنائية الأبعاد من الذرات تتوزع في شبكة شعرية سداسية الشكل. وهو، كالكربون، من صنف أنصاف - المعادن، مع إيصالية كهربائية عالية جدًا. 

 ومن الخصائص البارزة التي يتمتع بها الجرافين القوة الميكانيكية المتأصلة فيه. فنظرًا لقوة وصلات الكربون

وقصرها، يعدّ الجرافين أقوى مادة تم اكتشافها على الإطلاق، مع قوة شد تبلغ 325 مرة أقوى و10 مرات أخفّ وزنًا من الصلب (الفولاذ). إنه قوي جدًا وخفيف جدًا، مع 0.77 ملغ لكل متر مربع، أي أقل كتلةً بألف مرة من متر مربع من الورق الرفيع! 

 وكموصل للكهرباء يتفوّق الجرافين على النحاس، نظرًا للإلكترون الخارجي الرابع الحر... وكموصل للحرارة فهو يتفوق على جميع المواد الأخرى المعروفة. ويكاد الجرافين أن يكون شفافًا تمامًا، لكنه كثيف جدًا لدرجة أنه، حتى الهيليوم، أصغر الذرات الغازية، لا يمكنها المرور عبره. 

 ومن خصائص الجرافين المميزة أيضًا مرونته، والقدرة على الاحتفاظ بحجمه الأولي بعد الإجهاد. في عام 2007م، أجريت اختبارات القوة الذرية المجهرية على صفائح الجرافين، وأظهرت هذه الاختبارات أن صفائح الجرافين (بسماكات تتراوح بين 2 و8 نانومتر) لها خصائص مطاطية مميّزة. 

 على صعيد صفاته الضوئية، فإن للجرافين قدرة على امتصاص نسبة 2.3 في المئة من الضوء الأبيض، وهي خاصية فريدة ومثيرة للاهتمام، خاصةً إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنها بسماكة ذرة واحدة فقط. وتؤدي

إضافة طبقة أخرى من الجرافين إلى زيادة كمية الضوء الأبيض التي تمتصها بنفس القيمة تقريبًا. 

د.أحمد شعلان